كتب: بسّام عوده
في ظل التغيرات الدولية السريعة والمتنوعة التي يشهدها العالم اليوم، تتزايد أهمية مراكز الأبحاث كمؤسسات تقدمية تلعب دورًا حاسمًا في توجيه السياسات وصياغة الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية. يعتبر مركز الخليج للابحاث جزءًا لا يتجزأ من هذا المشهد العالمي المتغير، حيث يسعى إلى تعزيز الفهم العميق للقضايا المعاصرة وتقديم دراسات مبتكرة لقراءة التحديات . ومع التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة والعالم، تبرز الحاجة إلى تعزيز دور هذه المراكز كمحركات للتغيير الإيجابي والتطوير المستدام.
مركز الخليج للابحاث يسعى لتوفير منصات بحث وحوار وتبادل فكري تساهم في فهم أعمق للقضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عن تعزيز التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة. من خلال الأبحاث والدراسات الميدانية، وفي هذا السياق يقدم مركز قراءة لمجموعة من التحديات، مثل التحول الاقتصادي وتعزيز الأمن الإقليمي بمفهومه الواسع ومواجهة التحديات كما جاء في كلمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان الصقر .
وبالإضافة إلى ذلك، يساهم مركز الأبحاث في تعزيز العلاقات الدولية لدول الخليج، حيث يلعب دورًا في الدبلوماسية العلمية والبحثية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الدول الأخرى. في ضوء ذلك، يمكن القول إن مركز الخليج للابحاث أصبح جزءًا لا غنى عنه في رسم السياسات المستقبلية وتوجيه المنطقة نحو تحقيق الاستقرار والازدهار في عالم يتسم بالتغير السريع واللايقين.
من هنا، تأتي الحاجة إلى دعم هذه المراكز وتعزيز قدراتها البحثية والتواصلية، لكي تتمكن من مواكبة التغيرات السريعة واستثمار الفرص الجديدة في بناء مستقبل أفضل للمنطقة وشعوبها.
وخلال اللقاء في إقامة سفير المملكة العربية السعودية لدى تونس، وصلت إلينا رسالة من خلال الكلمة الترحيبية مفادها أن هناك رؤية واضحة للعمل من أجل تطوير العمل البحثي وبناء أفكار تتلاءم مع ما يحدث من تطورات على الساحة الدولية. هذه الرؤية تركز على أهمية تبني الابتكار والإبداع كركائز أساسية لتعزيز القدرات البحثية والعلمية في المنطقة.
تشمل توسيع نطاق التعاون بين المؤسسات البحثية في دول الخليج والدول الأخرى، وتعزيز الشراكات مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية. لتبادل المعرفة والتكنولوجيا، وتطوير مشاريع بحثية مشتركة تساهم في مواجهة التحديات العالمية،
والدعوة إلى الاستثمار في تدريب الكوادر البحثية الشابة، وتوفير بيئة محفزة للباحثين تمكنهم من تقديم حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات التي تواجه دول المنطقة. وفي هذا السياق، يعتبر التركيز على التكنولوجيا والرقمنة جزءًا أساسيًا من الرؤية، حيث يمكن أن تسهم التحولات الرقمية في تعزيز الكفاءة والفعالية في البحث العلمي وتطبيقاته.
هذا اللقاء مثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل يعتمد على المعرفة والابتكار، مما يعزز مكانة دول الخليج كقوة فاعلة ومؤثرة في الساحة الدولية، ويحقق تطلعات شعوبها في التنمية والازدهار بسلاح المعرفة التي يتركز عليها مركز الخليج للابحاث .